منتدى بهجة الايمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
» شركة دليل السائح العربي في ماليزيا
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالخميس مايو 14, 2015 11:15 am من طرف دليل سائح

» صور لرموز منتشرة بالعالم لانفهم معناها؟؟خطير جداااااا
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 06, 2013 7:06 pm من طرف HaMaDa MoHoMbI

» حقائق مذهلة عن النوم -4-ساعات تكفيك ___
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 06, 2013 6:48 pm من طرف HaMaDa MoHoMbI

»  دمعة انثى .. و حنان رجل
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 05, 2013 6:56 pm من طرف FOUFO COL

» مدن لا تنام: أضواء متلألئة لأكثر المدن حيوية على وجه الأرض .. !!
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 05, 2013 6:50 pm من طرف FOUFO COL

» عنـــد خلع ملابســـك
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 23, 2013 7:13 pm من طرف رياض بودبوز

» الاسعافات الأولية فى حالة الحروق:
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 23, 2013 7:02 pm من طرف samado lacoste

» مما تعلمت ....
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 23, 2013 6:55 pm من طرف رفيق ربيري

» وصية ابن حنبل لابنه يوم زواجه , رحمة الله !!
التبرُّك ......... I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 23, 2013 6:31 pm من طرف Faiçal Benali

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


التبرُّك .........

اذهب الى الأسفل

التبرُّك ......... Empty التبرُّك .........

مُساهمة من طرف HaMaDa MoHoMbI السبت يوليو 27, 2013 10:42 am

تقول: تبرك يتبرك تبركاً.مأخوذ من البركة.

قال أبو منصور في "تهذيب اللغة"(10/231): (وأصل البركة: الزيادة والنماء). فالبركة: زيادة ونماء في شيءٍ يريده المتبرك في تبركه بما تبرك به.وهذه الزيادة والنماء قد تكون في أمكنةٍ، وقد تكون في ذوات، وقد تكون في صفاتٍ، هذا على مقتضى ورودها اللغوي ...

ومن الأول : قوله تعالى: { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا } فصلت: 10، وقوله: { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } الأعراف: 137،وقوله:{ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } لأعراف: 96، وقوله: { وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً } المؤمنون: 29.

ومن الثاني : قوله تعالى: { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ } الصافات: 113، وقوله تعالى في قصة نوح: { اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ }هود: 48.

ومن الثالث : " قوله تعالى: { فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } لنور: 61 وقوله:{ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } , لانبياء: 50، وإذا تدبرت كتاب الله العزيز وجدت أنه يدل على أن البركة من الله، وتُطلب منه سبحانه وتعالى وحده، وهو يضعها فيمن شاء من خلقه، وفي ما شاء من بريته. قال تعالى: { أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } لأعراف: 54، وقال: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ } الفرقان: 1, وقال: { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً } الفرقان: 61 وقال: { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } المؤمنون: 14، وقال: { تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ } الرحمن: 78، والآيات الواردة بلفظ(تبارك) كثرة.

ولفظ { تَبَارَكَ } لم يرد في كتاب الله إلا مسنداً إلى الله، وهي صيغة مفيدة أعظم أنواع معنى البركة، وأكثرها نفعاً، وأعمها متعلقاً وأثراً. فالبركة لله، والله - سبحانه وتعالى - أخبر أنه
أعطى بركة لأصنافٍ من خلقه:

فمن ذلك:


1 - الأنبياء والرسل، كما قال تعالى: { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ } الصافات: 113، وقال في إبراهيم وأهل بيته: { رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ } هود: 73، وقال في نوح: { اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ } هود: 48، وقال عيسى عليه السلام: { وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ } مريم: 31.

2 - ومن ذلك وضعه البركة في أماكن العبادة كالمسجد الأقصى، والمسجد الحرام، قال تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } الاسراء: 1،وقال تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكا } آل عمران: 96.

3 - ومن إخباره عن ما أنزله من الذكر أنه مبارك، قال تعالى: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } الانبياء: 50، وهذا الذكر هو القرآن العظيم كما قال تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ } الأنعام: 92، وقوله: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } ص: 29.

فالقرآن الحكيم ذكر مبارك، وتدبر آياته عمل مبارك، ومن هذا التدبر علوم القرآن، والسنة مبينة لمجمل القرآن، وهي مباركة، واتباع القرآن والسنة مبارك، وعلومهما الناشئة عن تدبر آيات الكتاب وفقه السنة علوم مباركة.


هذه أنواع ثلاثة فيها بركة خاصة، دل عليها الذكر الحكيم، وهناك بركة عامة، لها أنواع أيضاً ,فمن ذلك:

1 - أن المطر مبارك لما يحصل به من زيادة في معايش الناس وزروعهم، ونماء في ذلك، قال تعالى: { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ } ق: 9.

2 - ومن ذلك مباركته تعالى في الأرض كما قال: { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا } فصلت: 10،وقوله: { مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } الأعراف: 137.

3 - ومن ذلك مباركته تعالى ما يأتي من السماء وما يخرج من الأرض، كما قال: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } لأعراف: 96، فهذه وأشباهها، مباركة عامة يحصل بها النفع والخير، والنماء والزيادة.
ولعله يظهر أن البركة الخاصة اللازمة لذاتٍ - دون المكان والصفة - تكون متعدية يحصل التبرك بأعيانها لما فيها من البركة اللازمة الدائمة بالذات.

وأما البركة الخاصة : بمكان العبادة كالمسجد الحرام والمسجد النبوي، فإن البركة لا تكون متعدية بأجزاء المسجد، فلا يتمسح بأعمدة المساجد ولا جدرانها بإجماع المسلمين، والمساجد مباركة، فعلم أن بركتها معناها زيادة ونماء في ما يحصله العابد من الخير، فالمسجد الحرام صلاة فيه بمئة ألف صلاةٍ فيما سواه، والمسجد النبوي بألف صلاة.
وهذا نحو بركة الرسل - صلوات الله عليهم -، فإنها في أحد قسميها بركة اتباع عمل، فالمتبع لسنتهم المهتدي بهديهم يحصل له نماء وزيادة في ثواب عمله بسبب اتباعهم، فهذه معنى البركة الخاصة بقسميها، بخلاف المباركة العامة فإنها قد تحصل في وقتٍ دون وقت، أو في نوع دون نوع، فمما هو بَيَّن أنه ما كل ما جاء من السماء وخرج من الأرض يكون مباركاً دائماً، بل إعطاؤه البركة من الله متعلق بأمورٍ أخرى، إن وجدت أعطي البركة، وإن انتفت زالت البركة، فهي بركة عامة من حيث ظرفها، خاصة من حيث وقتها، غير لازمة للشيء.

إذا تقرر هذا، فالبركة في مواردها من الكتاب والسنة قسمان:

الأول : بركة ذات : وأثرها أن يكون ما اتصل بتلك الذات مباركاً، وهذا النوع للأنبياء والمرسلين لا يشركهم فيه غيرهُم، حتى أكابر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي لا يشركونهم في هذه البركة. ولا يعتدى أثر بركة الأنبياء إلا لمن كان على ما دعى به سائرين، وبعمله مقتدين، وبأمره ملتزمين وعن نهيه منتهين، ولذا فصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تتعهد إليهم بركته في معركة أحد حين خالفوا أمره وعصوه.وهذا النوع من تعدي البركة قد انقطع بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلا ما كان من أجزاء ذاته باقياً بيقين بعد موته أحد، وقد ذهب ذلك المتيقن مع انقراض قرن الصحابة - رضي الله عنهم -.

الثاني : بركة عمل واتباع : وهي عامة لكل من وافق عمله سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكل مسلم فيه بركة عمل مقدرة بقدر اتباعه وموافقته لأمر الله ونهيه، بالإتمار بالأمر، والانتهاء عن النهي. ولذا جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في "صحيحه"(9/569) في النخلة: { وإن من الشجر لما بركته كبركة المسلم } .
فكل مسلم بركة بقدره، وليست هي بركة ذات، معلوم هذا باليقين وما ادعاه مدع، وإنما هي بركة عمل. وفي الصالحين من عباد الله المتبعين بركة عمل واتباع بقدر ما فيهم من مقتضيات تلك البركة، فالعالم بالسنة له بركة علم، والحافظ لكتاب الله الواقف عند حدوده فيه بركة من أثر ذلك، وهكذا. وإن أعلى الصالحين بركة أشدهم اتباعاً لدين الإسلام، ومحافظة على واجباته، ومباعدة عن محرماته، ومن المحرمات أفعال القلوب، فكم من مبتعد عن محرمات الجوارح، خائض في محرمات القلوب، ولا يبالي.
وبهذا تجتمع النصوص، فما كان من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - فهو مما اجتمع فيه نوعي البركة، وما كان من غيرهم فهم مما بورك فيهم بركة عمل وعلم واتباع، ولذا تجد أثر هذه البركة لا يتعدى إلا بالأعمال، لا بالذات ولا بأجزائها.

ولذا قال أُسيد بن حُضير في سبب مشروعية التيمم: (لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر) أخرجه البخاري في "التفسير" من صحيحه.
واللفظ المروي عند الشيخين البخاري ومسلم: (ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر) ومعنى اللفظين واحد، ومعلوم أنه ما كان أسيد ولا غيره يبتغي من أبي بكر أو آله بركة ذاتٍ كما كانوا يفعلونه مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، من التبرك بشعره ونحوه، وإنما هي بركة عمل هو الإيمان والتصديق والنصرة والاتباع.
ومن ذلك ما قالته عائشة - رضي الله عنها - لما تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - جويرية بنت الحارث قالت: (فما رأيت امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها) أخرجه أحمد في "المسند"(6/277)، وأبو داود في "السنن" بإسناد جيد. فهذه بركة عمل لتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بها، فكان أن سبب ذلك عتق كثير من قومها.


التبرك بالنبي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -:
إن النبي محمداً - صلى الله عليه وسلم - مبارك الذات، مبارك الصفات، مبارك الأفعال، وهذه البركة فيه - صلى الله عليه وسلم - متحققة في ذاته وصفاته وأفعاله.
فقد ثبت عن بعض صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يتبركون بأشياء منفصلة عن بدنه كالشعر، والوضوء، والعرق وغير ذلك، مما جاءت به الأحاديث الصحيحة، في الصحيحين وغيرهما. فله - صلى الله عليه وسلم - من أنواع البركة أعلى ما يهبه الله بشراً من رسله، وأجزاؤه - صلى الله عليه وسلم - تتعدى بركتها، ويجوز التبرك بها، كما فعلت جماعة من الصحابة. وأما آثاره المكانية كمكانٍ سار فيه، أو بقعةٍ صلى فيها، أو أرض نزل بها فلم يعرف دليل شرعي يومئ أو يشير إلى أن بركة بدن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد تعدت إلى هذا المكان، فيكون مباركاً يشرع التبرك به، ولذا لم يكن يفعل هذا صحابته في حياته ولا بعد مماته.

فما سار فيه رسول الله أو نزل فيه فلا يجوز التبرك به؛ لأن هذا وسيلة إلى تعظيم البقاع التي لم يشرع لنا تعظيمها، ووسيلة من وسائل الشرك، وما تتبع قوم آثار أنبيائهم إلا ضلوا وهلكوا. قال المعرور بن سويد الأسدي؛ خرجت مع أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب من مكة إلى المدينة، فلما أصبحنا صلى بنا الغداة، ثم رأى الناس يذهبون مذهباً، فقال: أين يذهب هؤلاء؟ قيل: يا أمير المؤمنين! مسجد صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم يأتون يصلون فيه، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا، يتبعون آثار أنبيائهم، فيتخذونها كنائس وبيعاً، من أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل، ومن لا فليمض، ولا يتعمّدها. أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"، وابن أبي شيبة في "المصنف"(2/376)، ومحدث الأندلس محمد بن وضاح القرطبي في "البدع والنهي عنها"(ص41)، بإسناد صحيح.

فهذا قول الخليفة الراشد، الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: { إن الله - عز وجل - جعل الحق على قلب عمر ولسانه } أخرجه أحمد(2/95) عن ابن عمر بإسناد صحيح، ورواه من طريق أخرى عن ابن عمر(2/53)، ورواه أحمد(5/145)، وأبو داود(رقم2962) عن أبي ذر، ورواه أحمد(2/401) عن أبي هريرة ورواه جمع عن هؤلاء وغيرهم من الصحابة. ولا شك أن قول عمر السالف في النهي عن تتبع الآثار من الحق الذي جعله الله على لسان عمر رضي الله عنه. قال ابن وضاح رحمه الله (ص43):
(وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد، وتلك الآثار للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ما عدا قباء وأحداً).

قال ابن وضاح: (فعليكم بالاتباع لأئمة الهدى المعروفين، فقد قال بعض من مضى: كم من أمرٍ هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكراً عند من مضى،ومتحبب إليه بما يبغضه عليه، ومتقربٍ إليه بما يبعده منه، وكل بدعة عليها زينة وبهجة) اهـ فانظر إلى كلامه المتين: وكانت وفاة ابن وضاح سنة 286 هـ.

المقصود من هذا أن السلف سلف الأئمة كانوا ينكرون التبرك بالآثار المكانية، وينكرون تحريها والتعلق بها رجاء بركتها، ولم يخالف في ذلك إلا ابن عمر - رضي الله عنهما -، فقد كان يتتبع الأماكن التي صلى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيصلي حيث صلى، ونحو ذلك. وما نقل نقل مصدق عن غير ابن عمر من الصحابة أنه كان يفعل مثل ما فعل ابن عمر في الآثار المكانية. وابن عمر ما كان يطلب بركة المكان،ولكنه يطلب تمام الاقتداء بكل ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جميع أحواله، حتى إنه أراد الصلاة في كل مكانٍ صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يتتبع ذلك ويعلمه،وما كان فعله - فيما يظهر - قصداً للتبرك بالبقعة كما يفهمه المتأخرون، وإنما قصد تمام الاقتداء، ولم يفعله غيره من صحابة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ولم يوافقوه، بل إن أباه نهى الناس عن تتبع الآثار المكانية، وقوله مقدم على رأي ابنه عند الخلاف باتفاق، وهو خلاف لا يقوم في مقابلة اتفاق عمل الصحابة على ترك ما فعله ابن عمر - رضي الله عنه-، ولا شك أن الصواب، والحق مع عمر - رضي الله عنه - وبقية الصحابة، وهو الحري بالاتباع، الفاصل عند النزاع، والله أعلم.


التبرك بذوات الصالحين:

قد تقدم أن بركة الذوات لا تكون إلا لمن نص الله على إعطائه البركة كالأنبياء والمرسلين وأما غيرهم من عباد الله الصالحين فبركتهم بركة عملٍ، أي: ناشئة عن علمهم وعملهم واتباعهم لا عن ذواتهم، ومن بركات الصالحين: دعاؤهم الناس إلى الخير ودعاؤهم لهم ونفعهم الخلق بالإحسان إليهم بنيةٍ صالحة ونحو هذا. ومن آثار بركات أعمالهم ما يجلب الله من الخير بسببهم ويدفع من النقمة والعذاب العام ببركة إصلاحهم، كما قال تعالى: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } هود: 117.

وأما أن يعتقد أن ذواتهم مباركة، فيتمسح بهم، ويشرب سؤرهم وتقبل أيديهم للبركة دائماً ونحو ذلك، فهو ممنوع في غير الأنبياء لأوجه:

الأول : عدم مقاربة أحدٍ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فكيف بالمساواة في البركة والفضل؟!

الثاني : أنه لم يرد دليلُ شرعي يدل على أن غير النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلُه في التبرك بأجزاء ذاته، فهو خاص به كغيره من خصائصه.

الثالث : ما قاله الشاطبي - رحمه الله - حين تعرض لقياس غير النبي عليه بجامع الولاية، قال في كتاب "الاعتصام"(2/6-7): (إلا أنه عارضنا في ذلك أصل مقطوع به في متنه، مشكل في تنزيله، وهو أن الصحابة رضي الله عنهم لم يقع من أحدٍ منهم شيء من ذلك بالنسبة إلى من خلفه، إذ لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده في الأمة أفضل من أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فهو كان خليفته، ولم يفعل به شيء من ذلك، ولا عمر رضي الله عنه، وهو كان أفضل الأمة بعده، ثم كذلك عثمان ثم علي ثم سائر الصحابة، الذين لا أحد أفضل منهم في الأمة، ثم لم يثبت لواحدٍ منهم من طريق صحيح معروف أن متبركاً تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها، بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسير التي اتبعوا فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو إذاً إجماع منهم على ترك تلك الأشياء) اهـ.

وكذا لم يفعلوا ذلك مع الحسن والحسين - رضي الله عنهما -،ولا فاطمة - رضي الله عنهم أجمعين- فالبركة الذاتية لا تنتقل بالنطفة، خلافاً لمن زعم غير ذلك من غلاة الرافضة، ومن تبعهم من مقلدة وغيرهم.

الرابع : أن سد الذرائع قاعدة من قواعد الشريعة العظيمة قد دلّ عليها القرآن العظيم في مواضع، وفي السنة شيء كثير يقارب صحيحه المئة، ولعلّه لهذا لم يسلسل التبرك بذوات الصالحين، إنما اختص به الأنبياء.

الخامس : أن فعل هذا النوع من التبرك مع غيره - صلى الله عليه وسلم - لا يؤمن أن يفتنه، وتعجبه نفسه فيورثه العجب والكبر والرياء وتزكية نفسه، وكل هذا من محرمات أفعال القلوب.
HaMaDa MoHoMbI
HaMaDa MoHoMbI

عدد المساهمات : 123
تاريخ التسجيل : 03/07/2013
العمر : 28
الموقع : ميلة

https://hamasatdafia.ahlamountada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى